كتب : أحمد عامر المتحف المصرى بالتحرير يضم أكبر مجموعة من آثار مصر القديمة فهو يقع بقلب القاهرة منذ عام 1906 حيث يحتوى على أكثر من 136 ألف أثر فرعونى،بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآثار الموجودة فى مخازنه. بدأت قصة تأسيس المتحف مع الإهتمام العالمى الكبير بالآثار المصرية بعد فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسى شامبليون،وكانت النواة الأولى للمتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة حيث أمر محمد على باشا بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة إلى متحف الأزبكية وذلك عام 1835. وبعد وفاة محمد على عادت سرقة الآثار مرة أخرى وسار خلفاؤه على نهج الإهداءات فتضاءلت مقتنيات المتحف،وفى عام 1858م تم تعيين “مارييت” كأول مأمور لإشغال العاديات أى ما يقابل حالياً رئيس مصلحة الآثار،وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار،ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التى عثر عليها أثناء حفائره “مثل آثار مقبرة “إعح حتب”. وفى عام 1863م أقر الخديوى إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفى بإعطاء “مارييت” مكان أمام دار الأنتيكخانة فى بولاق ليوسع متحفه. وفى عام 1878م حدث إرتفاع شديد فى فيضان النيل مما سبب إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته،وفى عام 1881م أعيد إفتتاح المتحف وفى نفس العام توفى “مارييت” وخلفه “ماسبيرو” كمدير للآثار وللمتحف. وفى عام 1890م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلى سراى الجيزة،وعندما جاء العالم “دى مورجان” كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات فى المتحف الجديد الذى عرف باسم متحف الجيزة،وفى الفترة من 1897 – 1899م جاء “لوريه” كخليفة ل”دى مورجان”،ولكن عاد “ماسبيرو” مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 – 1914م،وفى عام 1902م قام بنقل الآثار إلى المبنى الحالى للمتحف فى “ميدان التحرير” وكان من أكثر مساعديه نشاطاً فى فترة عمله الثانية العالم المصرى أحمد باشا كمال الذى كان أول من تخصص فى الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف. أما أول مدير مصرى للمتحف فكان “محمود حمزة” الذى تم تعيينه عام 1950م، هذا وقد كان للمتحف دليل موجز وضعه “ماسبيرو” يرجع إلى عام 1883م إلا أنه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م حتى الآن. وحول التصميم المعمارى للمتحف قام بتصميم المتحف المصرى الحالى المهندس الفرنسى “مارسيل دورونو” عام 1900 بشكل يتناسب مع الآثار القديمة والكلاسيكية،ولكنه لا ينافس العمارة المصرية القديمة التى ما زالت قائمة،كما يحتوى المتحف على قاعات داخلية فسيحة والجدران عالية،ويدخل الضوء الطبيعى خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضى. أما ردهة المتحف الوسطى فهى أعلى جزء من الداخل حيث عرضت فيها الآثار مثلما كانت موجودة فى المعابد القديمة،وقد روعى فى المبنى أن يضم أى توسيعات مستقبلية،كما يتناسب مع متطلبات تسهيل حركة الزائرين من قاعة إلى أخرى. وعن مقتنياته فيتكون المتحف المصرى من طابقين خصص الأرضى منهما للآثار الثقيلة مثل “التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية”،أما العلوى فقد خصص للآثار الخفيفة مثل “المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأوانى العصر اليونانى الرومانى وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى”،وكذلك المجموعات الكاملة مثل مجموعة “توت عنخ آمون”،كما يضم المتحف عددًا هائلاً من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعونى بالإضافة إلى بعض الآثار اليونانية والرومانية،منها “مجموعة من الأوانى الفخارية (من عصور ما قبل التاريخ)،صلاية “نعرمر” (عصر التوحيد)،تمثال “خع سخم” (الأسرة 2)، تمثال “زوسر” (الأسرة 3)، تماثيل “خوفو وخفرع ومنكاورع” (الأسرة 4)،تمثال “كا عبر” وتماثيل الخدم (الأسرة 5)، وتمثال “القزم سنب” (الأسرة 6)،وتمثال “منتوحتب نب حبت رع” (الأسرة 11)، وتماثيل “أمنمحات الأول والثانى والثالث” (الأسرة 12)، تمثال “الكا للملك حور” (الأسرة 13)،تماثيل “حتشبسوت وتحتمس الثالث” (الأسرة 18)،ومجموعة “توت عنخ آمون” (الأسرة 18)،ومجموعة كنوز “تانيس”،ومجموعة كبيرة من المومياوات من مختلاف العصور. أما عن أقسام المتحف فقد قسمت الآثار حسب أهميتها أو كمية توفرها كالقسم السادس والسابع،أما الثانى والثالث والرابع فكانت على أساس الترتيب الزمنى وروعى ضم أهم الاثار فى قسم والفترات الرئيسية الأخرى فى قسم أخر على النحو التالى: القسم الأول يضم أثار الملك “توت عنخ امون” وهى حصيلة إكتشاف مقبرة واحدة لفترة زمنية واحدة بلغت الاثار فيها أكثر من 3500 قطعة أثرية من الذهب بالإضافة إلى المومياوات،أما القسم الثانى يحتوى على آثار الدولة القديمة وهى إحدى الفترات المزدهرة فى تاريخ مصر القديمة وهى فترة بناء الأهرامات وفترة الملك “خوفو” وهى الفترة التى حكم فيها أربع أسر حاكمة من “الثالثة وحتى السادسة”،ويحتوى القسم الثالث على آثار الدولة الوسطى،والقسم الرابع الدولة الحديثة وهى فترة الامبراطورية العظيمة فترة “رمسيس الثانى”و”توت عنخ آمون”و”مرنبتاح” و”إخناتون”و”تحتمس”،القسم الخامس من الأسرة “21 إلى 30 ” أى وصولاً لدخول الإسكندر الأكبر إلى مصر،والقسم السادس يضم البرديات والعملات والتى جمعت فيها فيها كل البرديات،أما القسم السابع يضم “الجعارين”.